محاضرون من المغرب في بيت الشعر ـ نواكشوط
,,نظم بيت الشعر نواكشوط، مساء اليوم السبت 23 يوليو 2022، ندوة نقدية ضمن سلسلته “مقاربات نقدية” تحت عنوان “المناهج اللسانية والنقد الأدبي”؛ استضاف لها دكاترة وأستاذة من المملكة المغربية هم: الدكتور سعيد يقطين، الدكتور محمد السيدي و الدكتور حافظ إسماعيلي علوي.
بدأت الندوة بتكريم ضيوف موريتانيا، وضيوف بيت الشعر، وأشرف على تكريمهم كل من الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر، والدكتور محمد الأمين مولاي ابراهيم، مدير مدرسة الدكتوراه بكلية الآدب والعلوم الإنسانية.
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة، التي افتتحها الدكتور عبد الله السيد، مذكرا أنه غني عن القول أن الموضوع طويل ومتشعب لا تسعه جلسة واحدة، حتى ولو خصصت لمنهج واحد من المناهج اللسانية، و لذلك ستكون الندوة عبارة عن دردشة حول الموضوع بشكلٍ عام… ثم أحال الكلام إلى المحاضرين بداية بالدكتور سعيد يقطين، المتخصص في تطوير البحث في مجال الشعرية، السرديات على وجه الخصوص؛ الذي أكد في البداية إن مداخلته ستكون مخصصة لموضوع “اللسانيات والسرديات”، مشيرا إلى أن العلاقة بين اللسانيات والنقد الأدبي علاقة قديمة، وقد خلقت عبر تطورها علمين كبيرين هما “السيميائيات السردية” و”السرديات”؛ وخلص إلى أن ظهور ما يسمى بـ”السرديات التلافظية” كان تجسيدا مباشرا للسانيات داخل النقد الأدبي، كما نظَّر لذلك جيرارد جانيت. وختم الدكتور يقطين مداخلته قائلا إن اللسانيين عندما اشتغلوا بالسرد ظلت تحكمهم وتوجههم فكرة تحليل الجملة دون أن يضيفوا شيئا كبيرا إلى النظريات النقدية فيما يتعلق بالسرد، حسب وجهة نظره.
بعد ذلك تناول الكلام الدكتور محمد السيدي، أستاذ الدلالة والتداوليات، و رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد الخامس؛ وقد بدأ الدكتور السيدي مداخلته بسؤال “كيف يمكننا أن نمير بين النحو واللسانيات؟” شارحا أن كليهما يدرُس اللغة، ولكن غاية النحو هو أن يبحث عن الصواب والخطأ،
بينما اللسانيات لا تعنيها الأخطاء وإنما تركز على كيف تشتغل اللغة، انطلاقا من ذلك فإن منهجية اللساني تختلف عن منهجية النحويِّ تماما.
ثم استرسل في الحديث عن مقارنة في الصوت والدلالة بين اللغة العربية واللغات الأخرى، معطيا بعض الأمثلة على الحروف التي يختلف نطقها بين اللغات، وهذا يعود أساسا إلى منطق كل لغة، على حد تعبيره. وتطرقت محاضرته إلى التطور الكبير الذي حصل في علاقة اللسانيات بالأدب، ذلك التطور الذي تولد عنه ما يسمى “التداوليات” ثم “النظرية التوليدية” ثم “نظرية النحو الوظيفي” إلى أن وصلت وتيرة التطور قبل أكثر من عشر سنوات إلى “نحو الخطاب الوظيفي”.
آخر المحاضرين كان الدكتور حافظ إسماعيلي علوي، وهو أحد المشتغلين باللسانيات والفلسفة، أستاذ بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير؛ وقد بدأ بالإشارة إلى أن “علاقة اللسانيات بالنقد الأدبي علاقة ذات شجون لذلك سأركز على بعض مظاهر التقاطع بين الاثنين”. واسترسل قائلا إن اللسانيات في أبسط تعريفاتها هي الدراسة العلمية للغة من خلال مجموعة من الثنائيات، موضحا أن الانتفاع بالمعرفة اللسانية في مجال الأدب والنقد الأدبي ممكن ووارد، بالنظر إلى التطورات التي حصلت في النص الأدبي، خصوصا محاولة الانتقال به من المقاربة الخارجية إلى المقاربة الداخلية على ضوء الشكلانية الروسية التي ركزت على النص بوصفه بنية وليس كعناصر متعالقة. وخلص إلى أنه من هذا المنطلق فإن التحليل اللساني يمكن أن يقدم للأدب الدقة، بينما يقدم الأدب للسانيات حقلا متنوعا من العينات.
بعد ذلك فتح مجال المداخلات والتعقيبات أمام الدكاترة والأستاذة الذين حضروا الندوة، و تركزت مجمل هذه المداخلات حول الموضوع من جوانبه المختلفة، وطرحت أسئلة واستشكالات تعليقا وتعقيبا على المداخلات الرئيسة، قبل أن يرد المحاضرون على مداخلات الحضور. واختتمت الندوة بإلقاءات شعرية للشاعرين اماعلي الحاجب و عباس بده.